ماذا بعد كورونا
2021-03-30
أسمع العديد من المدرسين يرددون متى سنعود الى المدرسة التي كانت تتواجد قبل كورونا... ولكن أرغب بطرح الموضوع بصياغة جديدة: ماذا سنأخد الى مدرسة المستبقل بعد تجربة كورونا؟ هل من استراتيجيات جديدة ترغبون بمشاهدتها واستمرارها بعد كورونا؟
أشجعك على قراءة المقالة المرفقة. الضوء في آخر نفق التربية.pdf
في الحقيقة هناك العديد من الفوائد استفاد منها المعلمون في فترة جائحة كوفيد 19 منها اتباع أساليب وطرق جديدة في التعليم عن بعد وكذلك تنوع الأنشطة واستخدام مهارات القرن الحادي والعشرين وتشجيع الطلاب على التعلم الذاتي والتعلم الإيجابي
مما لا شك فيه أن كورونا وباء ندعو الله أن يبعده عنا ولكن من مميزات زمن الكورونا أنه فتح أبواب كثيرة للتطور و الإبداع والتفكير خارج الصندوق بشكل عملي وفعال ومازلنا نبحث ونتعلم ونتطور وعلى أمل أن تحدث تطورات أكثر كل يوم شكرًا كورونا
من اهم الدروس التي يمكن الاستفادة منها هو ادخال التقنيات في التعليم وايجاد شراكة مستمرة بين المعلم من جهة والمتعلم واسرته من جهة اخرى
لا أعتقد أننا سنعود إلى التعليم السابق وحضور الطلاب بنسبة 100% إلأى الصفوف، وإنما ما أعتقده أن يعمم التعليم الهجين على الجميع. فالعالم أجمعه يتجه إلى إحلال التكنولوجيا بنسبة كبيرة في مجال التعليم، وأثبتت لهم تجربة كورونا نجاح هذ النوع من التعليم مع الكثير من المستويات التعليمية. أما إذا سئلت عن رأيي الخاص فأنا أرى أنه يمك أن يطبق على الطلاب من الصف السابع أو الثامن ومادون ذلك يحتاج إكثر إلأى وجود معلم وجها لوجه، وأسوأ الفروض الطلاب من الروضة وحتى الصف الخامس الابتدائي.
في مدرسة المستقبل، ما بعد كورونا، سآخذ معي مجموعة مهارات طوّرتها بالتعليم من بعد، سأطرح عني حشو المنهج والمواد وسأثور على أنظمة التقييم والتقويم. سأعمل على بناء هوية جديدة لمتعلّم جديد يتماشى مع متطلبات العصر الحديث والأهم أنني سأطالب بتعديل قانون التعليم في لبنان راميةً عبر ذلك الى إعطاء موقع جديد للمعلّم إن من ناحية الإجتماعية وإن من الناحية الإقتصادية. لقد برهنت جائحة كوفيد-19 أن دور المعلم لا يقل عن دور الطبيب. فكل واحد خاض حربه على جبهته الخاصة ولكنه صُفّق فقط للطبيب والممرض بينما ترك المعلم لمصيره بين ادارات تستفرس به وأهال محبطين يلقون باللوم وعليه ونظام اعتباطي لا يرى بالأساس نفقاً ولا يبحث حتى عن ضوء. للأسف!
إعتقد البعض أن التعليم قد اضطرب أثناء جائحة كورونا، ولكني أعتقد أن ما حصل قد فتح بوابة للتغيير كانت مقفلة بأشد أنواع الأقفال. ولعل أبرز هذه الامور إستخدام التكنولوجيا. أرجو منك قراءة هذا المقال الصغير والذي طرح العديد من الأمور المهمة: https://www.aljazeera.net/opinions/2020/4/15/
نحن نخشى من التغيير لان كل ما هو مجهول هو مرفوض و لكن ما نريده من هذه الفترة هو الاستفادة من حسناتها، تغيير سيئاتها و محاولة تعديل النظام التعليمي الغير مجدي في هذه الفترة.
اعتقد ان اكثر ما يجب نقله الى المدرسة بعد العودة الى التعليم الحضوري هو الاستراتيجيات التعليمية التي تعتمد على التكنولوجيا بشكل اساسي وتزويد التلاميذ بالمهارات التكنولوجية التي اكتسبها المعلمون خلال هذه الفترة لانها اصبحت عنصر اساسي في عصر التكنولوجيا ومن المتطلبات الاولى لتلاميذ القرن الواحد والعشرين.
كل الصعوبات و التحديات التي تخطيناها على كافة الاصعدة في مجال التعلم و التعليم ستشكل جزءا اساسيا في مدرسة المستقبل بعد كورونا.
يقول الشيخ زايد النهيان" من ليس له ماضي ليس له حاضر ولا مستقبل" ولعلنا نتمسك بالماضي لما فيه من علاقات انسانية جميلة مع طلابنا الاعزاء، و نتنمنى من هذا الحاضر ان ناخذ منه مهارات اكتسبها طلابنا و هم قادرين على تطبيقها و استخدامها في سوق العمل في المستقبل. كمعلمة اولا و مشرفة لاحقا، هدفنا تحويل العمليّة التعلّمية من تلك التي تركز على المعلم و تعتبره المحور الاساسي الى تلك التي تركز على صقل مهارات طلابنا التكنولوجية و القيادية و التفاعليّة و اعتبار المعلم المساعد و المعاون و مصحح للامور في حال ورود اخطاء.
يا خوفي ما بعد كورونا يكون مثل قبل كورونا أو أسوأ منه:(