للمعلم دور أكبر في التعلم عن بعد فهو مطالب بتحويل الحصة من حصة عادية إلى حصة ديناميكية تفاعلية يستخدم فيها المزيد من الأنشطة التفاعلية والمشاركات

مرحبا مرفت، على المعلم أن يقبل أنه أصبح متعلم أيضا مما يعني أنه والتلميذ سيتعلمون معا وستكون الرحلة لمدى الحياة...

من ادوار المعلم فى ظل التعلم عن بعد: توظيف التكنولوجيا والمقررات الالكترونية في العملية التعليمية واعداد وتصميم المواقع الالكترونية فى العملية التعليمية

المعلمون اليوم يعيدون التفكير في كل جزء من أدوارهم: علاقتهم بالمتعلمين والزملاء والمجتمع، الأدوات والتقنيات التي يستخدمونها، شكل ومحتوى المناهج الدراسية، كيفية التقييم، وتطويرهم المهني المستمر. لم يعد التعليم متمحور حول المعلم كمالك للمعلومات وسيّد الصف. أصبحت وظيفته اليومية توجيه المتعلمين وتصميم التعليم بشكل يُشرك فيها المتعلم بطريقة نشطة ويبحث عن تجارب تعليمية هادفة تسمح للمتعلمين إتقان مهارات القرن واحد وعشرين. لكي يتغلب على هذه التحديات على المعلم أن يقتنع بأنه أصبح هو أيضاً متعلم مدى الحياة ويسعى دائماً إلى تطوير نفسه مهنياً.

إن عملية التدريس التقليدية تقوم على نقل لمعلومات وهنا يمتلك المعلمون المعرفة ويفترضون ان الطلاب أوعية فارغة يجب ملؤها. كما أن التقويم يقوم على جانب واحد فقط وهو قياس الحفظ والذاكرة وهذه النظرة الضيقة في التعلم لا تتفق مع عصر المعلومات والتكنولوجيا الذي يمر به العالم والذي يتطلب أفراداً مبدعين ذوي قدرة على التفكير والنقد والعمل في مجموعات ومعرفة قدرات الفرد الذاتية. نتيجة لذلك فإن أدوار المعلم في هذه البيئات تختلف عن الدور التقليدي، ومن أهم الأدوار التي يستطيع المعلم القيام بها في هذه البيئة الحديثة هو دوره كمرشد فلقد تحول دور المدرس من ناقل للمعرفة الى مرشد تعليمي فمع التقدم التكنولوجي أصبحت المعلومات متاحة بسهولة وبشكل مباشر من خلال قواعد البيانات المتصلة وصفحات الشبكات التكنولوجية، ويستطيع الطلاب أيا كان مكانهم الاتصال بالمؤثرات التلفزيونية التي يجدون فيها أحدث الباحثين والخبراء في هذا المجال. ومن ثم فلم يعد دور المعلم الأساسي توصيل المعرفة فذلك يتم بشكل أكثر فعالية بوسائل أخرى، بل يتغير هذا الدور ليصبح حث الناس على التعلم والتفكير ودعم وإدارة التعليم وتشجيع تبادل المعرفة.

برأيي إن التعليم عن بعد يقوم على دعامتين اثنتين لا يستقيم دونهما: أولها تعزيز التواصل الحيوي بين المتعلمين مع إتاحة اكبر قدر ممكن من التفاعل حتى تحظى التجربة بجزء من المتعة والحيوية التي كانت لها أثناء التعليم الحضوري وما ينسحب منها من حراك ثقافي وإنساني آمن وضروري لكافة المراحل العمرية،بالإضافة إلى تقديم كافة أشكال الدعم النفسي والمعنوي المتاحين وذلك بسبب حتمية التباعد الجسدي.ثانيها اقتناع المعلم بدوره الجديد فهو المحرك وقائد العملية التربوية، باعتبار أن المتعلم -في هذه التقنية بالذات- هو المحور والأساس ،فالمطلوب هو منح المتعلمين القدر الكافي من الحرية والثقة والمبادرة كي يتمكنوا من التعلّم الذاتي واستخدام الموارد المتاحة ذات المصداقية العلمية وتوظيفها في عملية التعلّم.