الأدوار الاجتماعية للمدرسة
من اقتراح يوسف صديق
أستاذ علم الاجتماع – جامعة محمد الخامس بالرباط
يحاول هذا المنتدى فتح آفاق التفكيروالاجتهاد لاقتراح حلول وأفكار جديدة تمكن المدرسة من الانخراط أكثر في تأطير المجتمع عن طريق إعادة تحديد طبيعة العلاقة التي تجمعها بمحيطها سواء تعلق الأمر بالعائلة أو بالمجالات الإنتاجية والإبداعية وهو الأمر الذي بدونه لا يمكن تصور إصلاح عميق لبنيات الدولة ومؤسساتها.
كما يهدف هذا المنتدى إلى مسائلة أداء المدرسة وأدوارها ووظيفتها الاجتماعية في إطار عقد مجتمعي تلتزم بموجبه الدولة بتوفير التمدرس اللائق والجيد إلى حدود السن السادسة عشرة. وهي نفس الأسئلة التي نود أن نطرحها بدورنا حول الموقع الذي يحتله التعليم العمومي/الخاص في تصور الدولة وكيف يتم ترجمة ذلك إن على المستوى المالي اللوجيستيكي أو البيداغوجي وإلى أي حد تسهم السياسات العمومية في المجال التعليمي والتربوي من تأطير المجتمع وترسيخ قيم المواطنة واستلهام الفلسفة الديموقراطية وغيرها من القيم الكونية النبيلة.
وفي هذا الصدد، لا بد من طرح السؤال حول طبيعة الفاعلين الرئيسيين داخل المنظومة التربوية وعلى رأسهم الأساتذة و الأطر التربوية و الموجهين والمفتشين، دورهم ومكانتهم داخل هذه المنظومة ومدى إشراكهم في تسطير البرامج ورسم الأهداف.
وفي هذا الإطار، يقترح هذا المنتدى إلى فتح باب نقاش موضوعي وصريح بين مختلف أطراف المنظومة التربوية ودعوتهم جميعا إلى التفكير في تصور متكامل للمنتوج التربوي الذي تقدمه المدرسة العمومية اليوم وما يرتبط بذلك من تدبير الزمن المدرسي خاصة في ظل تواصل الجائحة والإضرابات بالقطاع وإشكالية تكوين الأساتذة وظروف توظيف البعض منهم (التوظيف المباشر) والأقسام المندمجة، إلى غير ذلك من الإشكالات المرتبطة بضعف البنيات التحتية التعليمية والتي تشكل إحدى أهم العوامل المساعدة على الهدر المدرسي وضعف فعالية المدرسة و جودة خدماتها في مجالها المجتمعي وخاصة في العالم العربي مع اقتراح حلول واقعية ومستدامة تسهم في إعادة الاعتبار لهذه المؤسسة وتمكينها من لعب دورها كاملا في التغيير والحركية الاجتماعيين.
أتمنى أن أسمع آراءكم وأقرأ مداخلاتكم.
أعزائي القراء أضع بين أيديكم بعض المقالات للاستئناس و اغناء النقاش حول القضايا التربوية للوطن العربي الطلبة وإعادة إنتاج الإرث الاجتماعي.pdf
طرح أكثر من رائع ويا ريت نتناقش دوما بهكذا مستوى من الطرح التربوي القيم. شكرا أستاذنا وايد.
شكرا على طرح هذا الموضوع لانه صراحة من المواضيع التي تهم جميع الدول، في المملكة المغربية مثلا أضحى طموح تعميم التعليم ليشمل كافة أبناء الشعب المغربي البالغين سن التمدرس هاجسا يؤرق مختلف الهيئات المسؤولة وطنيا وجهويا ومحليا في مقدمتها الدوائر المشرفة على قطاع التربية والتكوين، وذلك بعدما بات من الأكيد أن ركوب قطار التنمية لا يمكن أن يتحقق من دون تسلح المواطن بالمعرفة والتعليم باعتبارهما الأداة الأساسية لتحقيق التنمية ، وقد بادرت وزارة التربية الوطنية إلى اتخاذ إجراءات عملية مختلفة قصد توسيع دائرة الاستفادة من التعليم، من جملتها، على الخصوص، الرفع من الميزانية المرصودة للقطاع، وتوظيف المزيد من الأطر، ومحاربة الهدر المدرسي، ومكافحة الأمية الوظيفية، وربط علاقات تعاون وشراكة مع الجماعات المحلية والمنظمات المدنية والمنظمات الدولية المتخصصة ... الشيء الذي كان له أثر إيجابي واضح على منظومتنا التعليمية في المغرب .
وسعيا وراء تفعيل هذا الطموح على مستوى الأرياف والأوساط القروية، استطاعت وزارة التربية الوطنية أن تبتدع أساليب ناجعة أبانت بعد فترة وجيزة من تنفيذها عن فعاليتها. غير أن خصوصية الحياة في بعض المناطق من التراب الوطني تقتضي اتخاذ إجراءات استثنائية قصد تمكين فئات محددة من أبناء الشعب المغربي من حقهم في الاستفادة من التمدرس، والبرهنة بالتالي على أن هذا الطموح ليس شعارا فقط، وإنما هو واقع قائم الذات كما هو الحال بالنسبة لأبناء الرحل الذين يتخذون من مناطق شاسعة في السفح الجنوبي للأطلس الكبير(جهة درعة تافيلالت ) مجالا للعيش عن طريق الترحال. وقد لجأت مندوبية وزارة التربية الوطنية بإقليم ورزازات منذ الموسم الدراسي 2004-2005 إلى إحداث مدرسة متنقلة لفائدة أبناء الرحل.
هذه المبادرة التربوية الفريدة انخرط فيها الجميع على الصعيد الجهوي و بشكل ايجابي خاصة أبناء الرحل وأسرهم ، مما جعل مختلف الشركاء والفاعلين بجهة درعة تافيلالت يفكرون في البحث عن السبل الكفيلة بدعمها، السؤال المطروح كيف يمكن ضمان استدامة هذه التجربة وتوسيع دائرة الاستفادة منها
شكرا للمشاركة فالتجربة هامة جدا.
شكرااا لكم جميعا
نشكركم استاذ يوسف صديق على الاهتمام المنصب لرقي بالمنصورة التربوية. الاهداف التي سطرتموها تحيط بجميع المتدخلين في العملية التعليمية التعلمية. شكرا جزيلا.استاذة السلك الثانوي
شكرا على هذه المبادرة الطيبة التي ستساهم في تفاعل مجتمعي حول قضايا التعليم
شكرا لك يا أستاذي لمشاركتنا هذه الأفكار القيمة ،فهذه الإشكالية التي تطرقتم لها تهمنا جميعا كمغاربة وخصوصا كطلبة.
جزاك الله خيرا استاذ صديق
نشكر اجتهادكم المتواصل من اجل تقديم تصور افضل لدعم النضام التعليمي في العالم العربي
مشكور أستاذنا على إثارة هدا الموضوع المهم خاصة في ضل هده الضروف المستجدة.نعلم جيدا المشاكل التى يعاني منها التعليم العمومي في بلدنا ،رغم المجهودات التي قامت بها الدولة لمحاولة إصلاح المنظومة التعليمية من خلال المخطط الاستعجالي 2015/2030،عقب التوجيهات الملكية السامية في خطاب العرش .لكن ومع هده المجهودات لازلنا نلاحظ بعض المشاكل قائمة خاصة داخل المجال القروي والشبه حضاري .نتمنى أن نلمس تلك المخططات والتقارير الموضوعة على صدد إصلاح المنظومة التعليمية في بلدنا على أرض الواقع وان يتم إعادة النظر في حالة التمدرس في ضل هده الجائحة داخل المناطق الهشة و القروية بشكل خاص ،وكدلك في المجال الحضري بالنسبة للفئات الفقيرة .
مشكور أستاذنا الكريم لاثارة هدا الموضوع المهم اعتبارا على أن التعليم هو أساس الرأسمال البشري لكل مجتمع .نتمنى أن نلمس مخططات الدولة للاصلاح على أرض الواقع وان يكون للمناطق الهشة الاهتمام المطلوب خاصة في ضل هده الجائحة .
وضع بين ايدينا الاستاذ صديق ملف يحيط بالادوار الاجتماعية للمدرسة. اضن ان تعثر مشاريع البرنامج الاستعجالي بالمملكة المغربية ناتج عن ترك المدرسة كمحيط لحال سبيلها. نلاحظ وسط عاءلي غير مساير، وسط ثقافي بمعناه العام والخاص غير مساير، وسط اقتصادي و إعلامي غير مساير
بالنسبة للرؤية الاستراتيجية 2030، تراهن المدرسة المغربية على منح بشكل منصف لكل المواطنين تعليما و تكوينا مرتكزا على القيم والمبادىء العليا للوطن للمساهمة الفعالة في بناء وتطوير الرأسمال البشري.اعتبر انا هذا الأخير رهان الاصلاح
ألم تتحول الرؤية الى رؤيا ؟
خطوة إدماج ملحق اجتماعي داخل المؤسسات تبقى رهينة لمستقبل ايجابي للانشطة المدرسية وانفتاحها على محيطها،والذي قد يكون له دور مهم في تنمية ومواكبة التغيرات الاجتماعية والمشاكل النفسية للطلبة
أحب أن أسمع الفرق وكيف يتم هذاالتحوّل.
سؤال يطرح نفسه استاذ صديق. اضن نعم . لازلنا نكرس العمل الفردي و التلقي السلبي في الممارسات الصفية في غياب تكوين مستمر رهين بتحديات الرقمنة وكفايات القرن 21،لازلت المدرسة تعاني في ظل انفتاح معتم على المحيط الخارجي وخير دليل مشروع المؤسسة الذي يضل في غالبية المؤسسات حبر على ورق. ة
المدرسة ليست مجرد بناء يضم الطلبة لتلقيهم الدروس، بل اصبحت مواكبة للتطورات المتلاحقة ومن ضمنها الادوار الاجتماعية وما فيها من تغيرات تستدعي تنمية الجوانب الاجتماعية والنفسية في شخصية الطالب حتلا يستطيع ويكون قادرا على مواجهة متغيرات الحياة الاجتماعية وهذا ما يستدعي وجود اخصائي اجتماعي بمدارس سلطنة عمان
لمدرسة ظلت اساسا محوريا ورافعة مركزية لتطوير الموارد البشرية وتكوين الاطر، كما لعبت منذ الاستقلال ادوارها في الاستجابة لصوت المولوي الحاث على احقاق النجاحات سواء على المستوى الفردي او على المستوى الجمعي.
والدليل على ذلك هو القيمة المكتسبة من المؤهلات المدرسية والدبلومات العلمية الفاعلة في الانتقاء الاجتماعي وتوزيع المناصب الوظيفية على المستوى الاقتصادي للمملكة. ولم يفشل هذا في التأثير على نظرة الأسر المغربية ، التي اضطرت إلى تطوير استراتيجيات استثمار ، من خلال أبنائها ، في سوق التعليم والتكوين ؛ سوق في توسع كامل لسنوات عديدة.
على الرغم من الأهمية التي اكتسبتها المدرسة كمؤسسة اجتماعية مركزية تقع في قلب استراتيجيات الدولة وسلوكيات وخيارات وتوقعات المواطنين المغاربة ، فإن مراقبي الأمر التربوي لا يمكنهم فقط رؤية حقيقة أن المدرسة لا تزال بعيدة عن أن تشكل الهدف المركزي للبحث الاجتماعي المغربي الذي ينبغي أن تكون عليه. باستثناء التقارير الوصفية أو الفنية أو الإدارية التي تنشرها بانتظام مؤسسات إقليمية أو وطنية أو دولية ، فإن أسئلة المدرسة المغربية تتعلق بشكل شبه حصري بأساليب التربية والتعليم ، عندما لا تكون ذات صلة بالموضوع. تأجيج الجدل السياسي والاجتماعي المستمر حول "الأزمة" و "مطالب الإصلاح".
ا يجعل هذه المفارقة المغربية أكثر وضوحًا هو أن نشأة البحث الاجتماعي في الغرب (أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية) تزامنت مع ولادة المدرسة الحديثة. علاوة على ذلك ، فإن إميل دوركهايم ، أحد الآباء المؤسسين لعلم الاجتماع ، لم يتردد في جعل تحليل نماذج التنشئة الاجتماعية ، بما في ذلك النموذج الذي تجسده المدرسة ، أحد أكثر السبل المثمرة للتعامل مع مشكلة التكامل الاجتماعي والتفكير فيها. الحقيقة الاجتماعية.
سيظل هذا الرابط العضوي بين المدرسة والبحث الاجتماعي حاضرًا دائمًا في المجتمعات الغربية ، والدليل على ذلك هو الطلب السياسي المتزايد باستمرار على المعرفة الاجتماعية بعد الحرب العالمية الثانية ومساهمة علماء الاجتماع في إثراء المناقشات التي رافقت كل المحاور ذات الصلة. تغييرات ومشروعات وسياسات إصلاح وتطوير أنظمة المدرسة والتعليم بشكل عام.
البحث الاجتماعي بشكل عام يهدف ، في السياق الحالي - تحليل نتائج البحوث الاجتماعية المتعلقة بالمدرسة وقضايا التعليم بشكل عام. - استكشاف القضايا الجديدة والموضوعات المبتكرة التي يبثها الفكر الاجتماعي من خلال تحليل التغيرات الكبرى في نظام التعليم المغربي ؛ .
اضافة الى ما سبق يمكن للبحث الاجتماعي كذلك أن يسلط الضوء على استراتيجيات الفاعلين التربويين اضافة الى قدرته على فهم و تفسير بعض الاختيارات التي تهم السياسات التربوية في بلد معين
أشكر الأستاذ صديق يوسف لطرحه لهذا الموضوع على طاولة النقاش لابداء الرأي من قبل المتدخلين بطريقة موضوعية، خاصة وأن مجال التربية يهم ويشغل بال كل المجتمعات في كل أنحاء العالم كيفما كان مستواها السوسيواقتصادي. ويبقئ البحث الاجتماعي هو المنفذ الاساسي والرئيسي لفهم وتطوير التربية في أي بلد. من خلال النص، نلاحظ أن التربية مجال منفتح على العديد من المواضيع التي تطرح إشكاليات جوهرية تسببت في تقهقر المجتمعات المتخلفة وخاصة منها العربية والتي لا تجعل التربية رافعة أساسية لتقدم الدولة في جميع مجالاتها. تأكيدا لما قام به الباحثان، فان ش.مونسور و م.كرهاي من جامعة لياج الفرنسية يشاطران فكرة أن التلاميذ المنتمين للطبقة الاجتماعية المتوسطة فما أقل لا يلجون إلا نادرا الئ المستويات العليا من الدراسة. ان ش.مونسور و م.كرهاي اقترحا ان هذه الفرضية متغيرة وبينوا ان اختبارات بيزا قد أفرزت أن تلامذة الشريحة البورجوازية تمتاز في اللغات والتواصل وأن الطبقة المتوسطة الفقيرة تتفوق في الرياضيات والعلوم.
صحيح ان الكفاءات و المعارف مرتبطة الى حد كبير بما يسميه بورديو بالرأسمال المدرسي و الذي تتفاوت مستوياته بتفاوت الفئات الاجتماعية للأسر و من الطبيعي أن يمتلك التلاميذ المنحدرون من اسر ميسورة الدخل مهارات اكثر فب التواصل و اللغات و الفنون و الثقافة العامة و هي مكتسبات معرفية للاسرة ككل. لكن الدراسات الاجتماعية و النفسية تنسى أحيانا ان التلاميذ من ابناء الفقراء الذين يتم استجوابهم في اطار الابحاث الميدانية في الفصول الدراسية الاعدادية او الثانوية فما فوق هم اصلا المتفوقون من ابناء هذه الشريحة الاجتماعية و الذين استطاعوا الصمود لتجاوز كل العراقيل التي حالت دون استكمال زملائه لدراستهم و توقفوا عنها مبكرا
اذا تكلمنا عن التفوق المدرسي والذي يكون من اسبابه البيئة الاجتماعية للتلميذ اي الشربحة التي ينتمي اليها، فاننا لا يجب علينا ان ننسى مسؤولية التفوق، ان صح التعبير، الملقات على عاتق التلميذ نفسه والتي تحفزه على الجد والمثابرة. فهذا النوع من السلوك نلاحظه كثيرا عند أبتاء الاسر الفقيرة خاصة منهم الاطفال ذوي الشخصية القوية منذ صغر سنهم. حيث انهم يحاولون الوصول الى ماهو أسمى وذلك لثقتهم في قدراتهم الفكرية وإحساسهم بالفخر واضعين أمامهم "التحدي" كشعار دائم لأهدافهم.
جزيل الشكر للاستاذ صديق على اثارته لهذا الموضوع البالغ الاهمية ،خصوصا بعد وصول بعض المجتمعات العربية للنفق المسدود اثر فشل كل محاولات الاصلاح مما نتج عنه فقدان الثقة في مؤسسة تعتبر قاطرة للتنمية البشرية. المدرسة ليست فقط مكانا لشحن الطلبة بالمعارف والمهارات بل هي مؤسسة اجتماعية موكول لها التنشئة الاجتماعية للاجيال وبالتالي فوظيفة المدرسة الحديثة الاهتمام بجميع جوانب الفرد:معرفيا،حسحركيا،وجدانيا واجتماعيا . في هذا الاطار،تحاول جل المجتمعات تبني اصلاحات لمنظوماتها التربوية وذلك بارساء مدرسة جديدة ومتجددة قوامها تكافؤ الفرص وتجويد العرض التربوي باصلاح المناهج والبرامج. اسئلة عديدة تطرح خصوصا فيما يتعلق بمدى استحضار الموارد البشرية التي لها دور محوري في تنزيل اي اصلاح: كيف للمدرسة ان تقوم بوظائفها وهي تتبنى نظام توظيف بسرعتين : اساتذة موظفي اكاديمية واخرين تابعين للوزارة ، مديرين باطار متصرف تربوي واخرين بالاسناد ؟ كيف للمؤسسة التعليمية ان ترسخ المبادئ النبيلة للسلوك المدني وهي تعاني من خصاص مهول في اطر التوجيه والدعم التربوي والاجتماعي؟
صحيح ان أي محاولة للاصلاح الشامل لنظم التربية تحتاج أولا أى وضع خطة استراتيجية لتأهيل الرأس مال البشري و توفير المناخ للأطر و المربيين للمساهمة بكل أريحية في بناء مدرسة المستقبل
تأكيدا لما قيل في مجال الاصلاح، فان الرغبة الحقيقية للاصلاح تبقى هي الاساس ومن تم تتبعها الكيفية ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب دون ان ننسى دور الاطر التربوية ذوي الخبرة وهذا كله يجب ان يكون تحت طائلة الاصلاح الفعلي لمنظومة التعليم ككل.
مقال يحاكي الواقع الحالي للمدرسة، من منبر للإبداع و تكوين شخصية الإنسان إلى مكان لإستهلاك منتج بما يسمى التعليم
شكرا جزيلا لكم استاذ صديق على هذه المبادرة الطيبة
وتيرة التحولات العميقة التي تميز عصرنا الحالي، تتسارع في كافة مجالات الحياة، وخوصا ما يرتبط بالمنظومة التعليمية من حيث وظيفتها وأهدافها ورهاناتها.و بالتالي فهذه المنظومة يجب ان تتحمل مسؤوليتها في تأهيل المجتمع لمواجهة كل التحديات التي يتعرض لها.ذلك من اجل كسب رهان التنمية البشرية وتحديث المجتمع والرقي به
يشرفني أن أقترح عليكم في اطار هدا المنتدى مقالا حول التحولات القيمية للمجتمع و الأدوار المنوطة بمؤسسات التنشئة الاجتماعية في بلورة مشروع مجتمعي جديد و متوازن مطارحات من أجل ميثاق مجتمعي.pdf
جزيل الشكر استاذ ،مقال بمثابة تشريح للوضع بدقة. فعلا بناء مشروع مجتمعي هو رهين باسترجاع الثقة في مؤسسات التنشئة الاجتماعية ولن يتأتى ذلك الا بميثاق قوامه التوافق، بعيدا عن الحسابات الضيقة او التنزيل الفوقي الذي يغيب شرائح المجتمع بمختلف تلاوينها .
نقاش قيم هذا الذي بادرتم إليه استاذ صديق من خلال مقال،" مطارحات من اجل ميثاق مجتمعي" حيث اشرتم إلى إشكالية بناء مشروع مجتمعي في ضل الضروف الراهنة التي يتاءتب فيها مجتمعنا من خصائص، وبنية و تدبير.ادرك أهمية و ماهية المشروع المجتمعي المبني على القيم الإنسانية الكونية التي جاءت في المقال والتي تهدف كما تشير في الميثاق الوطني للتربية والتكوين 1999 الى تكوين المواطن المتصف بالقيم و المبادرة الإيجابية والانتاج النافع، من خلال تجربتي كاستاذة. المشروع المجتمعي يجد اسقاطا في المنضومة التربوية من خلال تبني في الآونة الأخيرة لما يسمى ب ،" بيداغوجيا المشروع" الذي يهدف إلى جعل المدرسة مقاولة للتربية والتعليم،تنمية مهارات القرن الواحد والعشرين،اثراء الجودة في الممارسة التنشيطية للموسسة التعليمية
وضعتم أصبعكم على الجرح كما يقال أستاذ صديق وفي طرحكم هذا مستوى أعمق لتحليل مكامن الداء ومن منظور أشمل، إذ أن مجموعة من الاختلالات في القطاعات الاجتماعية الحيوية كالتعليم، الصحة و العدل ترجع إلى نفس الأسباب. ولا بدّ من الرجوع إلى الأساسيات التي ذكرتموها إذا أردنا المضي قُدُما ببلدنا إلى مصاف الدول المتقدّمة. وفي هذا الإطار يمكن للمدرسة أن تلعب دورًا مهما لترسيخ وبناء قيم المجتمع الذي نريد بدل المشهد الحالي المطبوع بغلبة البعدين الاقتصادي و التقني في التصور الذي يروم إصلاح المنظومة التربوية.
يبدو أن العناصر والأدوات التي يمكنها أن تنهض بالمجتمعات العربية اعتبارا للتقارب الجغرافي واللغة والدين مع توفرها على الثروات والرأسمال البشري تكمن في التطبيق الحقيقي للمفاهيم الصحيحة للحرية والمسا وات والمسؤولية. الا أن المجتمع العربي يبقى بعيد كل البعد عن هذه المفاهيم. فقد استوقفتني الفقرة الرابعة من الصفحة الثالثة " فالناس تذوقوا الكثير من أشكال الحياة الاستهلاكية دون أن يعوا أسسها وأن يزنوا أهميتها ............. وانتقلنا من بناء المواطن إلى بناء المستهلك".
أستاذ يوسف هذا من أجمل ما قرأت وأتمنى أن تنشأ المزيد من المنتديات لأن أفكارك eye openers
شكرا جزيلا على اهتمامكم و وتشجيعكم. افكر في إنشاء منتدى اخر إنشاء الله حول مدرسة التغيير إذا كان الأمر يهمكم. ..
بالطبع يهمنا، لأن ما تفضلت به هنا به من العمق ما يكفي للتفكر حوله سنوات. لماذا لا يلتفت صناع القرار التربويين لهكذا مواضيع؟؟؟
شكرا على ملاحظاتكم. لقد انشغل صناع القرار التربوي في العالم العربي بشيئين أساسيين: تدبير اليومي من اجتماعات و توقيع الرسائل و البلاغات من جهة و من جهة أخرى بالظهور الإعلامي....
فكرة مدرسة التغيير جيدة وممتازة وستكون ان شاء الله مدرسة نمودجية مبنية على اسس علمية ومنهجية.