تطور التعلم عبر العصور وعرف أنماطا عدة، واعتمد بشكل أساس على الأستاذ أو المعلم أو المدرب، وكذلك على مصادر أخرى كالمخطوطات والكتب، بحيث كان لا بد للمتعلم ممن يؤطره ويوجهه، ولا بد له من مراجع ومصادر معرفة يعتمدها لبناء معارفه وتعلُّماته. ولا تزال هذه الطريقة في التعلم سائرة المفعول في الكثير من بقاع العالم، حتى في البلدان المتقدمة علميا واقتصاديا. لكن يفضل البعض خصوصا الشباب، في هذا العصر الاستفادة من التكنولوجيات الرقمية، واستعمال فضاءاتها غير المنتهية للتعلم بشكل سريع وبسيط، بنقرة أو بلمسة أصبع، دون الحاجة لمعلّم ولا أوراق، ولا حتى للتنقل. فهل بإمكان هذه التكنولوجيات الرقمية أن تيّسر فعلا طريقة التعلم وتجعلها فعالة وناجعة؟ وهل بإمكانها أن تأخذ مكان المدرس؟ وهل بإمكاننا الاستغناء عن خدمات المدرسين؟
لا أظن أن مهنة التدريس مهددة بالزوال كمهن أخرى، ولكن المعلم الذي لن يغير من دوره لن يجد له مكان في المستقبل. سيكون دور المعلم أن يكون متعلم لمدى الحياة وأن يعلم هذا للتلاميذ. فمهارات التساؤل والبحث، التفكير، العمل الجماعي، الادارة الذاتية والتواصل ستكون في صلب المنهج الذي سيتم تدرسيه
أكيد أستاذ علي، المدرس الذي لا يساير عصر الرقميات والذي لا يطور من مهاراته طوال حياته، سيجد نفسه في مؤخرة الركب.ونجد من المتعلمين مَن يفوق مدرسيه في استعمال هذه التكنولوجيات الرقمية. وبالتالي كما ذكرتم، لا بد من التكوين المستدام ومدى الحياة لكي يضمن المدرس مكانا له في هذا العالم الجديد.
هذه الاسئلة مرتبطة بأسئلة تطور الذكاء الصناعي وهل سيحل الريبورت مكان الانسان في الوظائف والشركات ! لذلك لايمكن الجزم بالاجابة وانما يمكن الاستنتاج ان الريبورت والحاسوب والتقنيات الاخرى اصلا هي تدار من انسان لذلك لن تتفوق او تحل بديل عن من يديرها.
مهما وصل التقدم والتكنولوجيا في مجال التعليم لا غنى عن المعلم فهو ركيزة أساسية في العملية التعليم المعلم مفتاح لابد منه للتواصل بين المنهج والطالب وثبت ذلك واضحا من خلال التعلم عن بعد كثيرين ضجروا وسادت حالة من الملل والرتابة لم تكن تحدث في التعليم العادي
أريد أن أشير إلى أمر مهم، وقد أجد من يشاطرني الرأي، وهو اعتماد بعض الأشخاص الذين نجحوا في حياتهم المهنية، خاصة تلك المهن الجديدة المرتبطة بالمعلوميات والبرمجة والنت على العموم، على التكوين الذاتي عبر الشابكة (الشبكة العنكبوتية، اليوتيوب والفيديوهات خاصة). وأعرف بعضا منهم أسسوا شركات خاصة بالخدمات المعلوماتية، والسايبر سكيورتي cyberscurity، وأنشأوا قنوات خاصة بالفيديو، ومنهم من يدرّ أموالا مهمة من البيع عبر المواقع الاجتماعية. وهؤلاء لم يتلقوا تكوينا أكاديميا ولم يلجوا مدارس خاصة بهذه المهن الجديدة، بل هم من النّت إلى النّت (منه وإليه). وهنا بالطبع لا أتحدث عن الدور الهام للمدرّس في أول حياتهم، لكن عن التكوين الذاتي بعد المدرسة، لامتهان المهن الجديدة في عصر الرقميات. وثمة بعض الشركات الآن في أمريكا تعتمد الخبرة والمهارة أكثر من اعتمادها على الدبلوم. ما رأيكم؟
إن الظروف الراهنة بسبب كوفيد 19 جعلت من كل معلم ومعلمة الإلمام بمجال التكنولوجيا والمعلوماتية حتى يتمكنوا من التواصل مع تلاميذهم عن بعد. وقد لاحظت حسب تجربتي أن بعض المعلمات لم تكن لديهن الرغبة في التعامل مع الوسائل التكنولوجية بل كن يرفضنها بتاتا.
وعندما وجدن أنفسهن أن لا مناص من ذلك في ظل هذه الظروف .وتعامان بها أبدعت أيضا إبداع.
الحاجة أم الاختراع أستاذة naima. بإمكان الإنسان أن يتأقلم مع أقصى الضروف، وفيها يُأقلم أدواته للعمل أيضا، والجائحة أو ضروف أخرى قد تدفع المدرس للتأقلم وللإبداع كما أسلفت. لكن المتعلمين يفضلون أسهل الطرق وأيسرها للتعلم، وخاصة كل ما يمتعهم، ويحبون التكنولوجيات الرقمية وما تمنحه لهم من فضاءات لامنتهية. فأنصح من تجربتي المتواضعة، أن نجعل التعلم قرينا باللعب، وثمة التعلم عن طريق اللعب، أو ما يسمى بيداغوجيا اللعب. شكرا مجددا على المرور والتعقيب المثمر.
وتعاملن بها أبدعن أيما إبداع
المعلم يعتبر هو حجر الأساس والقوة في المجتمع وفي الوطن حيث لا يمكن الاستغناء عن المعلم الذي بفضله يتخرج الطبيب والمهندس والسياسي والاقتصادي والمزارع والعامل وجميع فئات المجتمع إنه حقًا من يشكل وعي الوطن ويبني أسسه القويمة لذلك فإن أهمية المعلم لا ريب فيها على الإطلاق ولكن يجب عليه تطوير نفسه باستمرار ومواكبة كل ماهو جديد ويخدم دوره كمعلم ومربي .
أكيد أستاذة أماني، وكفانا شرفا أن خير البرية، صلى الله عليه وسلم، إنما بعث معلما.
مهما تطورت التكنولوجيا لا غنى عن وجود المعلم القدوة المعلم الموجه الذي يدير العملية التعليمية ويشارك الطلاب بأفعاله وأقواله ومشاعره سواء كان التعليم حضوريا أو كان عن بعد
والله زين كلامك 100%